القيادة تحدِ!

تساءل عرابا القيادة Jim Kouzes و Barry Posner, Ph.D. عن سؤالين جوهريين:

١- ما تعريف القيادة؟

وبعد بحث طويل توصلا إلى أن: "القيادة هي فن حشد الآخرين حتى يعانوا من أجل الطموحات المشتركة."

٢- ما الذي يفعله القادة عندما يكونون في أفضل حالاتهم؟

وبعد أكثر من 25 عامًا من البحث والدراسة، حددا خمس ممارسات أساسية للقيادة الفاعلة:

نموذج الطريق – كُن القدوة.

إلهام رؤية مشتركة.

تحدي العمليات.

تمكين الآخرين.

تشجيع القلوب.

وكان من حسن حظي أنني تعرفت على هذا النهج مبكرًا جدًا، وتتلمذت على علمهم. ولا أنسى أول مرة أجريت فيها تقييم LPI® 360 Assessmentقبل أكثر من ثماني سنوات، حينها فوجئت بالفارق الكبير بين تقييم مديري المباشر، وتقييم فريقي وزملائي، وتقييمي لنفسي:

مديري المباشر: تقييم منخفض جدًا ومحبط.

فريقي وزملائي: تقييم مرتفع جداً ومبهر.

تقييمي لنفسي: متوسط إلى مرتفع، وهو الأقرب للواقع.

في تلك اللحظة أدركت أهمية التدريب التوجيهي (Coaching)، وقررت أن أبدأ رحلة التحول. حددت هدفي، بحثت عن الموجّه المناسب، وطلبت المساعدة.

واليوم أحصد نتائج تلك الخطوة، ورحلتي المهنية ما زالت في مطلع ثلثها الثاني.

وهنا أشارككم أهم الدروس التي خرجت بها من هذه التجربة:

١- اختيار المدير المباشر هو الخطوة الأولى للتقدم المهني، لأنه يؤثر بشكل مباشر على فرصك للنمو.

٢- فريق العمل هو أثمن ما تملك داخل أي منشأة؛ والموازنة بين تحقيق الأهداف ومراعاة ظروف الفريق ليست كماليات، بل أساس الاحترافية والإنجاز.

من يرى نفسه يدير مهام فقط، فمكانه كأخصائي.

من يرى نفسه يدير مشاريع فقط، فمكانه كأخصائي مشاريع.

أما القائد الحقيقي فهو من يدير الرؤية، والاستراتيجية، والموارد، والعملاء، والفريق وظروف حياتهم.

٣- في بيئات العمل كما في السياسة، النجاح يتطلب وعيًا بأن العلاقات والأدوار متغيرة، وأن الروابط المهنية تُبنى على الأهداف المشتركة أكثر من المشاعر.

وكما قال اللورد هنري بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا في القرن التاسع عشر في خطاب مجلس العموم في ١ مارس ١٨٤٨:

"ليس لدينا حلفاء أبديون، وليس لدينا أعداء أبديون. مصالحنا أبدية ودائمة، ومن واجبنا أن نحافظ عليها."

وهذا ينطبق تمامًا على بيئات العمل؛ فقد يكون زميلك اليوم شريكك في النجاح، ومنافسك غدًا. لذا، حافظ على جسور العلاقات، وركّز على المصلحة المشتركة، وكن ثابت المبدأ؛ فسمعتك المهنية تُبنى عبر سنوات، لكنها قد تسقط في لحظة.

٤- القادة يولدون بمهارات فطرية مثل قوة الشخصية، سرعة البديهة، البصيرة، الذكاء الاجتماعي والعاطفي، وفن الإدارة. لكنهم يصقلونها بالتوجيه والممارسة الواعية حتى يصبحوا قادة بحق.

٥- القيادة والإدارة وجهان لعملة واحدة؛ فلا قيمة لأحدهما دون الآخر. فهي مزيج من المهارات الناعمة، والمهارات الصعبة، والمهارات التنفيذية، وتعلّمها رحلة طويلة تتشكل مع الزمن بالاستمرارية والانضباط.

وفي الختام ،،،

مشاهدة ممتعة للقاء خبير التنمية البشرية د. رشاد فقيها مع عرّاب علم القيادة د. جيم كوزيس

دمتم بخير، منال آل خشيل